الجواب : ذكرنا في الجواب السابق أنّ إقامة مظاهر الحزن بغرض إحياء مذهب الحقّ ومحاكمة الظالمين من بني أُميّة وبني العبّاس ، هو نوع من الإعانة على الحقّ والدعوة إلى طريق الله ، لكن إذا اتّخذ هذا العمل صورة تخالف الشريعة الإسلاميّة أو تضمّن عملاً منافياً لها ، فإنّه سيكون مرفوضاً من قبل علماء الإسلام ويقومون بتسديد المؤمنين نحو الأعمال الصالحة .
ونحنُ هنا نسأل مروّج هذه الأسئلة عن الحادثة التالية :
قبل سنوات قام شاب أُردني بتفجير نفسه بحزام ناسف في حفل زفاف في مدينة الحلّة بالعراق فقتل معه مائة شخص ، وعندما وصل الخبر إلى عائلته في الأردن ، قامت هذه العائلة بالاحتفال بتلك العمليّة ، مقيمة لولدها عرساً كأنّه عريس في ليلة زفافه .
فهل تجيزون مثل هذا القتل للأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ ؟
وهذه الحادثة هي واحدة من مئات الجرائم الّتي تجري ضد المسلمين باسم السلفية وبايدي أبناء الوهابيين وقد سمعنا أنهم يتقربون بها إلى الله تعالى.
فابدأ بنفسك فانهها عن غيّها *** فإن انتهت منها فأنت حليمُ
(فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) ([1]).